تخطي للذهاب إلى المحتوى

الذكاء الاصطناعي 6

ستخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات النصب والاحتيال لتمويه التجار في المواقع الإلكترونية وكذلك استخدامها في فيديوهات مصورة بهدف النصب

استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات النصب والاحتيال عبر الإنترنت يمثل تهديدًا خطيرًا ومتزايدًا، حيث يمكن استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوجيه عمليات الاحتيال بشكل أكثر تطورًا وصعوبة في الاكتشاف. سنناقش في هذا السياق كيف يمكن استخدام هذه التقنيات لتمويه التجار في المواقع الإلكترونية وكذلك استخدامها في فيديوهات مصورة بهدف النصب.


1. استخدام الذكاء الاصطناعي لتمويه التجار في المواقع الإلكترونية:


يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم مواقع إلكترونية مزيفة أو إعلانات كاذبة على الإنترنت لجذب الضحايا. يمكن أن تشمل هذه التقنيات:


- إنشاء مواقع إلكترونية مشابهة لمواقع تجارية حقيقية: يتم تطوير مواقع إلكترونية مزيفة تبدو بشكل دقيق تمامًا مثل المواقع الحقيقية للتجارة الإلكترونية، مثل أمازون، إيباي، أو غيرها، وذلك باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التي تحاكي تصاميم هذه المواقع بشكل متقن.

 

- توليد محتوى مزيف: يتم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى كاذب مثل تقييمات مزيفة أو مراجعات منتجات تجعلها تبدو مشروعة، مما يُقنع المستخدمين بشراء منتجات وهمية.


- استخدام تقنيات التعلم الآلي للكشف عن نقاط الضعف: يمكن للمحتالين استخدام الذكاء الاصطناعي لاكتشاف نقاط الضعف في المواقع الإلكترونية الحقيقية، مثل الثغرات الأمنية، لاستغلالها في التلاعب بالمستهلكين، مثل تخزين بيانات المستخدمين أو سرقة المعلومات المالية.

الهجمات القائمة على الهندسة الاجتماعية: يمكن استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي لإرسال رسائل بريد إلكتروني مزيفة أو إعلانات منبثقة تبدو حقيقية للغاية، لتحفيز الضحايا على تقديم معلوماتهم الشخصية أو الدخول في معاملات غير شرعية.


2. استخدام الذكاء الاصطناعي في فيديوهات مصورة لغرض النصب:


واحدة من الاستخدامات الحديثة والخطيرة للذكاء الاصطناعي هي إنشاء فيديوهات مزيفة (Deepfake) باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. في هذه الفيديوهات، يتم توليد محتوى مرئي يبدو واقعيًا للغاية لكنه في الحقيقة مُزيف. ومن أشهر الأمثلة على ذلك هو النصب عبر استخدام الفيديوهات المزيفة التي يمكن أن تتضمن شخصيات مشهورة أو أشخاص معترف بهم اجتماعيًا مثل الممثل براد بيت.


مثال مشهور: براد بيت والنصب بمليون دولار أمريكي


- في هذا النوع من الجرائم، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد فيديوهات مزيفة تُظهر أشخاصًا مشهورين (مثل الممثلين أو السياسيين) وكأنهم يشاركون في مشروع استثماري أو يروجون لمنتجات أو فرص تجارية معينة. يتم استنساخ صوت وصورة هؤلاء الأشخاص باستخدام تقنيات مثل Deepfake.

في الحالة الشهيرة التي حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية، استخدم المحتالون فيديو مزيفًا يُظهر براد بيت يُشجع على الاستثمار في مشروع وهمي. قاموا بنشر الفيديو بشكل واسع على الإنترنت أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي لجذب الضحايا، الذين يعتقدون أن هذا المشروع أو الاستثمار هو فرصة حقيقية. ومن ثم قاموا بالاحتيال على الضحايا، مما أدى إلى خسارة ملايين الدولارات.


كيفية استخدام Deepfake في عمليات النصب:


- إنشاء صور ومقاطع فيديو مزيفة: باستخدام الذكاء الاصطناعي، يتم إنشاء مقاطع فيديو مزيفة تظهر شخصيات مشهورة في مواقف لم تحدث أبدًا، مثل إعلان عن مشروع تجاري أو فرص استثمارية.

 

- انتحال الأصوات: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي أيضًا لتوليد أصوات مشابهة لشخصيات معروفة، مما يعزز من مصداقية الفيديو المزيف ويجعل الناس أكثر استعدادًا للتصديق.


- تشويش الواقع: من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في هذه الأساليب، يتم إرباك الضحايا وجعلهم غير قادرين على التفريق بين الحقيقة و الزيف، مما يسهل على المحتالين تنفيذ جريمتهم.


3. تدابير الوقاية والتعامل مع الجرائم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي:


- التعليم والتوعية: يجب على الأفراد تعلم كيفية التمييز بين المحتوى الحقيقي والمحتوى المزيف عبر الإنترنت، سواء كان ذلك عبر المواقع الإلكترونية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 التقنيات الأمنية المتقدمة: يمكن للأنظمة المتقدمة للكشف عن الفيديوهات المزيفة و الصور المزيفة أن تساعد في حماية الأفراد من هذه الجرائم. بالإضافة إلى ذلك، يجب على منصات الإنترنت فرض قيود أقوى على المحتوى المستخدم في الدعاية.


- التقنيات الرقمية لتعقب المحتالين: يجب على الشركات المتخصصة في مكافحة الاحتيال الإلكتروني استخدام أدوات متقدمة لتحليل البيانات واكتشاف المواقع أو الرسائل المزيفة.


- التشريعات الصارمة: ينبغي أن تعمل الحكومات على تحديث التشريعات الخاصة بالتعامل مع الجرائم الإلكترونية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مثل النصب باستخدام تقنيات Deepfake، وتحديد العقوبات المناسبة.


الخلاصة:


يعد استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات النصب والاحتيال عبر الإنترنت تهديدًا متزايدًا يتطلب اهتمامًا كبيرًا من الأفراد والحكومات. من خلال تقنيات Deepfake وغيرها من الأساليب المتقدمة، يمكن للمحتالين خلق بيئة وهمية بحيث يصعب التفريق بين الحقيقة والكذب. تتطلب هذه القضايا استجابة فعالة من خلال التعليم، وتعزيز الأنظمة الأمنية، وتحديث التشريعات لمواكبة التطورات التكنولوجية.

الذكاء الاصطناعي 6
Fahd 17 مارس 2025
شارك هذا المنشور
علامات التصنيف
الأرشيف
الذكاء الاصطناعي 5
انتحال الهوية الصوتية باستخدام الذكاء الاصطناعي